«الشريك» و«السوبيا» يتصدران موائد أهل المدينة طيلة شهر رمضان
الشريك الحجري طعمه لذيذ وتنفرد به المدينة المنورة
المدينة المنورة- خالد الزايدي
يعد خبز "الشريك" ومشروب "السوبيا" سيدا
مائدة الإفطار في رمضان بالمدينة المنورة بلا منازع، ولا تكاد تخلو سفرة
إفطار منهما، إلى جانب عددٍ من المأكولات أو المشروبات الشعبية الأخرى.
و"الشريك" خبز دائري الشكل يرش عليه السمسم من الخارج، ويتميز بالطعم
اللذيذ، وتتفرد به المنطقة حتى ذاع صيته خارجها، حيث تزدحم المخابز
بالمشترين لا سيما قبيل آذان المغرب، وهناك نوعان من "الشُريك" المدني،
الأول وهو العادي المعجون بالماء فقط وهذا النوع يسجل إقبالاً ضعيفاً، أما
النوع الآخر الذي يكثر عليه الإقبال فهو المصنوع من الحليب والحمص، حيث
يتميّز هذا النوع بوجود حبات من الحمص.
أما مشروب "السوبيا" فهو أحد أشهر المشروبات الرمضانية -التي يحرص عليها
الأهالي خاصة في مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة -؛ فهو الأول بين
المشروبات، ومكانته بارزة في مائدة الإفطار؛ لما له من نكهة خاصة، يتزود
الجميع منه بكميات كبيرة.
موزع ل»السوبيا» داخل أحد الأحياء
وتُصنع "السوبيا" -التي توصف بأنها مشروب حجازي بامتياز قبل أن تنتشر في
أماكن أخرى- من الشعير، أو الخبز الناشف، أو الشوفان، أو الزبيب أو التمر
الهندي، وتضاف لها بعد تصفيتها مقادير محددة ومتناسبة من السكر، وحب الهيل،
والقرفة، علاوة على مواد ملونة.ويُعرف شراب "السوبيا" من لونه، فاللون
الأبيض للمصنوع من الشعير، والأحمر هو الذي أضيفت إليه صبغة ملونة، وعادة
ما يكون الزبيب هو المادة الأساسية في تركيبته، أما اللون البني فمضاف إليه
التمر الهندي؛ فيما يُنصح بتناول "السوبيا" خلال يومين أوثلاثة؛ لأنها
تفقد قيمتها الغذائية بعد ذلك.
وقد برزت العديد من الأسماء التي امتهن أصحابها صناعة "السوبيا" وبيعها،
وخصوصاً في بعض نواحي الحجاز، وتوارثت عائلات بعينها صناعة "السوبيا" منذ
أكثر من خمسين عاماً، وأصبحت هذه الأسماء أشبه بماركة مسجلة